الأربعاء، 19 سبتمبر 2018

أغرب الاديان من صنع الانسان

هنالك مقولة شهيرة حول الأديان نسمعها منذ الصِغَر وفي كلّ مكان؛ مقولة تجزم بأن الأديان كلها “واحد”، وأن جميعها تدعو إلى نفس الأمور الأخلاقية، تؤدي في نهاية المطاف إلى نفس النتيجة كما تحقّق نفس الغاية. المقولة هذه شعبية في أوساط الأديان السماوية التي تستعملها لتخفيف التوتّر والصراع التاريخي بين أتباعها، كما أنها المقولة المفضّلة للتيارات الفكرية المادّية والإلحادية التي ترى أن كلّ الأديان ليست سوى وسيلة للسيطرة على الشعوب وتخديرها. لكن هل جميع الأديان تقود فعلاً إلى نفس الغاية؟ فلنبحث قليلاً في هذا السؤال المحرّم.
حين ندرس الأديان لا يمكننا سوى أن نلاحظ أنه هنالك تشابه شكلي كبير بين معظم الأديان حول العالم، لكن هذا التشابه الشكلي، في رأينا المتواضع، لا يعكس تشابهاً في المضمون بل العكس.
معظم مدارس الحكمة القديمة تعتبر أنه في زمن الخطوات الأولى للجنس البشري على هذه الأرض، كان الإنسان يمتلك دين عالمي واحد ضاع مع الوقت في غياهب الصراعات والإنهيارات والفهم الخاطىء والتشتت الجغرافي للبشر في كافة أصقاع الأرض. تؤمن هذه النظرة بأن جميع الأديان الحالية تحمل بين طيّاتها القليل من حروف ذاك الدين المنسي، من دون أن تحمل أي منها حقيقته المطلقة. الفرضية القديمة هذه تعترف بالاختلاف الكبير بين الأديان لكنها ترى أنه يمكن تجاوز ذلك بإعادة إدراك الدين القديم الواحد

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق